إن المتتبع لأحوال بلدية حامة بوزيان هذه الأيام، يرى أشياء يسهل تفسيرها و أخرى يتطلب تفسيرها منك إدراكا واسعا لخبايا هاته البلدية المليئة بالتناقضات و المثلقة بالمشاكل، كلنا يعلم ان تسيير هذه البلدية ارتبط دوما بالاضطرابات و الإنقسامات و تباين التوجهات التي تعكس نتائجها و للأسف السلبية منها على واقع المواطن الحامي.
منذ انتخاب المجلس الشعبي البلدي، و الذي سيطر على رئاسته حزب التجمع الوطني الديموقراطي، و المجلس يعيش حالة من الصراعات الداخلية و الدفينة بين ممثلي الاحزاب، خاصة التي ترى أنها ظلمت في الإنتخابات، حيث ييتجلى لك من الوهلة الاولى عند دخولك للبلدية نوع من الإنقسام و عدم التجانس بين المنتخبين من ناحية الإنطباط في العمل او حتى في طريقة الاستقبال او تلقي الإنشغالات، فمنهم من يرى انه غير معني بما يجري في البلدية و فضل سياسة الإنزواء و الإنغلاق، و منهم من يرى أن البلدية ملك شخصي وهو الآمر و الناهي فيها حتى و لو حساب المصلحة العامة، و منهم و للأسف انه لا يدرك تماما المنصب الذي وضع فيه لان ثقافته محدودة جانبت الجهل.
إن الإضطرابات الاخيرة التي دارت احداثها امام مقر البلدية من إعتصامات و احتجاجات، و تدخل البعض مما أطلق عليهم اسم "البلطجية" لمحاولة تفريقهم، ما كانت إلا نتيجة حتمية و اسقاط مباشر على الواقع لإنقسامات المجلس و سيطرة المنفعة الخاصة قبل العامة، و هنا جلي بنا ان نطرح السؤال التالي: ماهي أسباب ظهور هذه الإضرابات و لماذا تباين موقف سكان البلدية بين المؤيد و المعارض لما يحدث؟
نحن في الحقيقة كلنا اصحاب مطالب، و إن كانت هاته المطالب مشروعة و التي اهمها توفير ادنى شروط العيش الكريم من طريق معبد و ماء صالح للشرب...، إلا أن هذا الإنقسام في الرأي يجعلنا نفهم من الوهلة الاولى ان هناك محاولة ميؤسة من البعض للإسثمار في مشاكلنا و تطلعاتنا و تسييسها و إطلاق حملات إنتخابية مسمومة و خفية و الزج بشباب البلدية في متاهات الكراهية و الحقد و الجهوية و الأصولية.
يتبع .................